إن بواعث الغضب و مغذياته في أيامنا كثيرة جدا، كما أن أسبابه وفيرة جدا، حيث طغت المادة على القلوب ما أضعف الروح التي هي مصدر المقاومة لهذا الشر، والناس متفاوتون في كيفية التعبير عنه ، فمنهم مَن يَغضب لأمر تافه و لا يُغضب غيره وهكذا ، فلا نجد من هو آمن من هذا الوحش الخفي الذي يهتك بالأعراض و ينزل بالإنسان منزلة السباع و الوحوش، فلا نسمع علاجا لهذه المشكلة عند الأطباء و لا في المستشفيات، و لا دواء في الصيدليات، غير أن القارئ لكتاب الله، و العامل بسنة المصطفى صلى الله عليه و سلم يجد ما يستعين به لمكافحة هذا المرض، و هذا ما قصدناه في دراستنا المختصرة هذه حيث جمعنا ما له علاقة بأصل هذا المرض و طرق السيطرة و التغلب عليه، ما يضمن للإنسان العيش في عز و كرامة معتمدين على كتاب الله و سنة نبيه محمد صلى الله عليه و سلم.